موسى الطحلاوي الحمدي الجهني

تعتبر أسرة آل الطحلاوي من الأسر العريقة في مدينة ينبع، ويعودون بنسبتهم إلى فخذ "الحمدة" من قبيلة جهينة، ومن أشهر رجالها في هذا العصر، موسى الطحلاوي الذي يعتبر من الرجال العصاميين الذي كونوا أنفسهم بأنفسهم، تلقى تعليمه في بلاده ينبع، ودخل معترك الحياة وهو رجل، كان على جانب من الذكاء وبعد النظر، وسعة الصدر، إذا ناقشته يناقشك بهدوء واتزان، وربما كان يدرك ماذا تريد أن تقوله له في بعض الأحيان دون كلام، كان صاحب عقلية ناضجة كثيراً ما تختاره حكومة ينبع مشرفاً على الاحتفالات الكبيرة حينما يقدم على البلاد أحد الوزراء أو الأعيان من ضيوف.



كان كثيراً ما يستشيره الناس في بعض الأمور فيسدي لهم النصح الصادق، عمل موظفاً في إدارة جمرك ينبع، ثم انتقل إلى إدراة التفتيش في المديرية العامة للجمارك بجدة ثم عين مديراً لجمرك مدينة بلاده ينبع لسنوات عديدة، ثم ذهب بصره في أواخر حياته فلزم داره، ولكن لم يقاطعه أصدقائه ومحبوه، فكان يسعون إليه ويطرحون عليه المشورة، فلم يتردد في النصيحة المفيدة.



ومن أنجاله – رحمه الله – حسن بالقوات المسلحة وأشرف طحلاوي الذي كان يعمل موظفاً في مالية ينبع، وانتقل الى جوار ربه في أول عام 1411 هـ وكذا شقيقه خلف الطحلاوي الذي انتقل الى جوار ربه قبل سنين عديدة رحمه الله، وشقيق موسى الطحلاوي سنوسي الطحلاوي الذي كان عضواً في المجلس البلدي في مدينة ينبع، وتوفي في الخمسينيات الهجرية ومن أنجاله الأديب وجدي الطحلاوي الذي درس في تحضير البعثات بمكة وعين وكيلاً لمدرسة ينبع الابتدائية، ثم التحق بالجيش فعين مديراً للامدادات والتموين بجيشنا السعودي المظفر، ثم غادر البلاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية في سبيل التجارة، وتوفي في شوال 1410 هـ ، وكان الأستاذ وجدي الطحلاوي واحداً من كتاب جريدة البلاد السعودية أي جريدة البلاد اليوم في السبعينيات الهجرية.



وشقيقه السيد وهبي الطحلاوي الذي كان عميداً في الجيش السعودي وهو اليوم واحد من رجال الأعمال بمدينة جدة، وقد انتقل قسم من هذه الأسرة قبل عشرات السنين إلى بورسودان بقصد الإقامة والتجارة، كما انتقل قسم منها إلى المنطقة الشرقية ببلادنا، وكان منهم الأستاذ أحمد طحلاوي، والأستاذ عبد المنعم الطحلاوي رجل الأعمال الذي انتقل بعد ذلك رحمه الله بأعماله إلى مدينة الرياض.



ومن أنجاله خالد الذي تخرج في كلية الإعلام بالقاهرة، وهو رجل أعمال، وأخوه رجال الأعمال وليد، وكان من آل الطحلاوي الأستاذ عبد العزيز الطحلاوي الذي درس بتحضير البعثات، ثم انتقل الى الملحقية الثقافية السعودية بألمانيا.



وكانت لآل الطحلاوي دار جميلة ورتيبة على سيف البحر، وكثيراً ما كان ينزل فيها ضيوف الحكومة، وقد حل بها ضيفاً رجل المال والصناعة في جمهورية مصر الشقيقة حينما جاء إلى الحجاز عن طريق ينبع "محمد طلعت حرب باشا" وكان ذلك في الخمسينيات الهجرية، وامانة للتاريخ علينا ان نذكر أنه إذا ذكر تعليم الفتاة في ينبع ذكرت أسرة آل الطحلاوي، وقبل انتشار التعليم في بلادنا قامات الأختان الكبيرتان للشيخ موسى وسنوسي الطحلاوي واللتان تلقتا العلم عن والدهما بفتح مدرسة خاصة في دارهم لفتيات مدينة ينبع في الستينات الهجرية والسبعينات الهجرية إذ كن يعلمن فيها القراءة والكتابة والحساب وحفظ القرآن الكريم



هذه سيرة لواحد من رجال ينبع، من أسرة كريمة كان أثر في الحياة، إنه موسى الطحلاوي رحمه الله