الدكتورة هدي باحثة وطبيبة لها العديد من المقالات الطبية التي افادت الكثير من الباحثين والمهتمين بالمجال الطبي
أبشروا لقاح ضد السرطان
د . هدى برهان طحلاوي
أبشروا لقاح ضد السرطان
طبعاً حتى الآن لم يكتشف لقاح ضد السرطان ولكن هذا العنوان صحيح وتناقلته المجلات العلمية والأطباء أنفسهم لأنهم اكتشفوا أن المصابات بالحمات الحليمومية الإنسانية وهي فيروسات يرمز لها بالـ HPV يشكلن نسبة عشرة بالمئة من المصابات بسرطان عنق الرحم.
فعمل مركز الأبحاث طويلاً وتكلف كثيراً ليعد لقاح لهذه الفيروسات لعلهم ينقذون عشرة بالمئة من تلك المريضات .
إلى هنا كل شيء مقبول بالبحث العلمي لأن الأمل يعقد دوماً ولو على واحد أو جزء منه بالمئة للإنقاذ البشري من خطر داهم لا علاج له إلا إذا اكتشف في مراحله المبكرة أو عند الشك بالمرحلة التي قبله ولكن ما يدعو للعجب أن اللقاح ضد الفيروسات المذكور والذي سمي غارداسيل طبق ويطبق على فتيات ابتداء من سن الحادية عشرة حتى سن السادسة والعشرين في البلاد التي تتيح لبناتها بالحرية الجنسية العشوائية دون قيد أو شرط لحمايتهن من الإصابة مستقبلاً بهذه الحمات وبالتالي حمايتهن من سرطان عنق الرحم .
فإذا علمنا أن الإصابة بتلك الحمات غالباً ما يتم عن طريق العلاقات الجنسية وهو يسبب ثآليل تناسلية غالباً وعلاجها مكلف ومؤلم وللوقاية منها المثلى هي الابتعاد عن تلك العلاقات المحرمة في كافة الأديان السماوية واتباع تعاليم الشريعة الإسلامية المثالية في الزواج والطلاق وتعدد الزوجات والزانية لا ينكحها إلا زان حتى تنحصر الإصابات في فئة قليلة في المجتمع ونأمل أن تندثر هذه الفئة شيئاً فشيئاً إذا وجدت العقوبات الصارمة لها من جهة وتيسير أمور الزواج وقوانينه من جهة أخرى ؟!.
لأن تطبيق مثل هذا اللقاح قد يطمئن أصحاب تلك العلاقات فيزيدون في غيهم وكأن الخطر لا يكمن فيها إلا في إحداث السرطان فهل نسي أولئك خطر الإيدز وغزوه الكبير للملايين من البشر في العالم وحصده لأرواحهم بعد معاناة كبيرة مع المرض والعذاب وهل عصر الإفرنجي وأذياته ببعيد نتيجة تلك العلاقات المحرمة .
والخطر يكمن في الإحصائية التي تقول أن نسبة الإصابة بالـHPV ازدادت أكثر من 400% بين عامي 1973 و 2000 في الولايات المتحدة الأمريكية وقدر أن 20 مليون شخص مصابون بال HPV فيها مليون شخص مصاب بالثآليل التناسلية و80 % من النساء مصابات بعمر 50 سنة وتزداد نسبة إصابة الشابات عاماً بعد عام .
أليس من الأفضل إنفاق المال على تيسير أمور الزواج بدلاً من إنفاقها على تطبيق هذا اللقاح بشكل واسع ومكلف ؟!.
لماذا تشجع كل دول العالم على هذا النوع من الحرية بينما تقيد باقي الحريات الضرورية لعيشه الكريم ؟!
أليست بلادنا محمية أكثر من دول العالم الغربي من كثير من الأمراض المنتقلة بالجنس لتمسك الأغلبية بالعادات والتقاليد المبنية على أساس ديني يحرم الزنا ؟!
أليست الحرية الجنسية العشوائية بدأت تزداد في بلادنا لتعسر تأمين متطلبات الزواج وخاصة المادية وازدياد العمر الوسطي للزواج ؟!
فهل نستبشر بمثل هذا اللقاح ؟!
د . هدى برهان طحلاوي
سوريا